رسالة الحجاب

موضوع: رسالة الحجاب السبت يونيو 14, 2008 9:31 pm

الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان وسلم تسليما كثيرا0
اما بعد : فلقد بعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد بعثه الله لتحقيق عبادة الله تعالى وذلك بتمام الذل والخضوع له تبارك وتعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وتقديم ذلك على هوى النفس وشهواتها . وبعثه الله متمما لمكارم الاخلاق داعيا اليها بكل وسيلة وهادما لمساوى الاخلاق محذرا عنها بكل وسيلة فجاءت شريعته صلى الله عليه وسلم كاملة من جميع الوجوه لا تحتاج الى مخلوق فى تكميلها او تنظيمها فانها من لدن حكيم خبير عليم بما يصلح عباده رحيم بهم0
وان من مكارم الاخلاق بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الخلق الكريم خلق الحياء الذى جعله النبى صلى الله عليه وسلم من الايمان وشعبه ولا ينكر احد ان من الحياء المامور به شرعا وعرفا احتشام المراة وتخلقها بالاخلاق التى تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب. وان مما لا شك فيه ان احتجابها بتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها لهو من اكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وابعادها عن الفتنة0

ولقد كان الناس فى هذه البلاد المباركة بلاد الوحى والرسالة والحياء والحشمة كانوا على طريق الاستقامة فى ذلك فكان النساء يخرجن متحجبات متجلببات بالعباءة او نحوها بعيدات عن مخالطة الرجال الاجانب ولا تزال الحال كذلك فى كثير من بلدان المملكة ولله الحمد. لكن لما حصل ما حصل من الكلام حول الحجاب وروية من لا يفعلونه ولا يرون باسا بالسفور صار عند بعض الناس شك فى الحجاب وتغطية الوجه هل هو واجب او مستحب او شى يتبع العادات والتقاليد ولا يحكم عليه بوجوب ولا استحباب فى حد ذاته ولا زالة هذا الشك وجلاء حقيقة الامر احببت ان اكتب ما تيسر لبيان حكمه راجيا من الله تعالى ان يتضح به الحق حقا واتبعوه وراوا الباطل باطلا فاجتنبوه فاقول وبالله التوفيق0

اعلم ايها المسلم ان احتجاب المراة عن الرجال الاجانب وتغطية وجهها امر واجب دل على وجوبه كتاب ربك تعالى وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم والاعتبار الصحيح والقياس المطرد0
THRTYUTY

موضوع: رد: رسالة الحجاب السبت يونيو 14, 2008 9:38 pm

اولا : ادلة القران الكريم

:الدليل الاول

1- ان الله تعالى امر المؤمنات بحفظ فروجهن والامر بحفظ الفرج امر به ربما يكون وسيلة اليه ولا يرتاب عاقل ان من وسائله تغطية الوجه لان كشفه سبب للنظر اليها وتامل محاسنها والتلذذ بذلك وبالتالى الى الوصول والاتصال. وفى الاحاديث : (العنينان تزنيان وزناهما النظر) الى ان قال : (والفرج يصدق ذلك او يكذبه) . فاذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مامورا به لان الوسائل لها احكام المقاصد0
2- فان الخمار ما تخمر به المراة راسها وتغطيه به كالغدقة فاذا كانت مامورة بستر وجهها اما لانه من لازم ذلك او بقياس فانه اذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب اولى لانه موضع الجمال والفتنة. فان الناس الذين يتطلبون جمال الصورة لا يسالون الا عن الوجه فاذا كان جميلا لم ينظروا الى ما سواه نظرا ذا اهمية. ولذلك اذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام الا جمال الوجه هو موضع الجمال طلبا وخبرا فاذا كان كذلك فكيف يفهم ان هذه الشريعة الحكيمة تامر بستر الصدر والنحر ثم ترخص فى كشف الوجه0
3- ان الله تعالى نهى عن ابداء الزينة مطلقا الا ما ظهر منها وهى التى لا بد ان تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال الا ما ظهر منها لم يقل الا ما اظهرن منها ثم نهى مرة اخرى عن ابداء الزينة الا لمن استثناهم فدل هذا على ان الزينة الثانية غير الزينة الاولى.فالزينة الاولى هى الزينة الظاهرة التى تظهر لكل احد ولا يمكن اخفاؤها والزينة الثانية هى الزينة الباطنة التى يتزين بها ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل احد لم يكن للتعميم فى الاولى والاستثناء فى الثانية فائدة معلومة0
4- ان الله تعالى يرخص بابداء الزينة الباطنة للتابعين غير اولى الاربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم وللطفل الصغير الذى لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على امرين0
احدهما:ان ابداء الزينة الباطنة لا يحل لاحد من الاجانب الا لهذين الصنفين0
الثانى:ان علة الحكم ومداره على خوف الفتنة بالمراة والتعلق بها ولا ريب ان الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون سترة واجبا لئلا يفتتن به اولو الاربة من الرجال0
5- لا تضرب المراة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فاذا كانت المراة منهية عن الضرب بالارجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه0
فايما اعظم فتنة ان يسمع الرجل خلخالا بقدم امراة لا يدرى ما هى وما جمالها لا يدرى اشابة هى ام عجوز ولا يدرى اشوهاء هى ام حسناء. ايما اعظم فتنة او ان ينظر الى وجه سافر جميل ممتلى شابا ونضارة وحسنا وجمالا وتجميلا بما يجلب الفتنة ويدعو الى النظر اليها. ان كل انسان له اربة فى النساء ليعلم اى الفتنتين اعظم واحق بالستر والاخفاء؟

:الدليل الثانى

نفى الجناح وهو الاثم عن القواعد وهن العواجز اللاتى لا يرجون نكاحا لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن. نفى الله الجناح عن هذه العجائز فى وضع ثيابهن بشرط ان لا يكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة. ومن المعلوم بالبداهة انه ليس المراد بوضع الثياب ان ييقين عاريات وانما المراد وضع الثياب التى تكون فوق الدرع ونحوه مما لا يستر ما يظهر غالبا كالوجه والكفين0
فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز فى وضعها هى الثياب السابقة التى تستر جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز على ان الشواب اللاتى يرجعون النكاح يخالفن فى الحكم ولو كان الحكم شاملا للجميع فى جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة0
ومن قوله تعالى(غير متبرجات بزينة) دليل اخر على وجوب الحجاب على الشابة التى ترجو النكاح لان الغالب عليها اذا كشفت وجهها انها تريد التبرج بالزينة واظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم اياها ونحو ذلك ومن سوى هذه نادرة والنادر لا حكم له0

:الدليل الثالث
قال ابن عباس رضى الله عنهما : امر الله النساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن فى حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وتفسير الصحابى حجة بل قال بعض العلماء انه فى حكم المرفوع الى النبى صلى الله عليه وسلم وقوله رضى الله عنه ويبدين عينا واحدة انما رخص فى ذلك لاجل الضرورة والحاجة الى نظر الطريق فاما اذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين0
والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة . قالت ام سلمة رضى الله عنها لما نزلت هذه الاية (خرج نساء الانصار كان على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها) وقد ذكر ابو عبيدة السلمانى وغيره ان نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق روسهن حتى لا يظهر الا عيونهن من اجل رؤية الطريق0

:الدليل الرابع

قال ابن كثير رحمه الله لما امر الله النساء بالحجاب عن الاجانب بين هؤلاء الاقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم فى سورة النورعند قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن) الاية فهذه اربعة ادلة من القران الكريم تفيد وجوب احتجاب المراة عن الرجال الاجانب 0

jhgjtyu

ثانيا: ادلة السنة

:الدليل الاول

قوله صلى الله عليه وسلم ( اذا خطب احدكم امراة فلا جناح عليه ان ينظر منها اذا كان انما ينظر اليها لخطبة وان كانت لا تعلم) رواه احمد0
قال فى مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح0 وجه الدلالة منه ان النبى صلى الله عليه وسلم نفى الجناح وهو الاثم عن الخاطب خاصة اذا نظر من مخطوبته بشرط ان يكون نظره للخطبة فدل هذا على ان غير الخاطب اثم بالنظر الى الاجنبية بكل حال وكذلك الخاطب اذا نظر لغير الخطبة مثل ان يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به ونحو ذلك. فان قيل ليس فى الحديث بيان ما ينظر اليه. فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب ان كل احد يعلم ان مقصود الخاطب المريد للجمال انما هو جمال الوجه وما سواه تبع غالبا. فالخاطب انما ينظر الى الوجه لانه المقصود لمريد الجمال بلا ريب0

:الدليل الثانى

ان النبى صلى الله عليه وسلم لما امر باخراج النساء الى مصل العيد قلن : يا رسول الله احدانا لا يكون لها جلباب فقال النبى صلى الله عليه وسلم(لتلبسها اختها من جلبابها ) رواه البخارى ومسلم وغيرهما. فهذا الحديث يدل على ان المعتاد عند نساء الصحابة ان لا تخرج المراة الا بجلباب وانها عند عدمه لا يمكن ان تخرج. ولذلك ذكرن رضى الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما امرهن بالخروج الى مصلى العيد مشروع مامور به للرجال بغير جلباب لخروج غير مامور به ولا محتاج اليه. بل هو التجول فى الاسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذى لا فائدة منه . وفى الامر بلبس الجلباب دليل على انه لابد من التستر والله واعلم0

:الدليل الثالث

ما ثبت فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن الى بيوتهن ما يعرفهن احد من الغلس0 وقالت :( لو راى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما راينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو اسرائيل نساءها)0 وقد روى نحو هذا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه . والدلالة فى هذا الحديث من وجهين0
احدهما:ان الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون واكرمها على الله وعز وجل واعلاها اخلاقا وادابا واكملها ايمانا واصلحها عملا فهم القدوة الذين رضى الله عنهم وعمن اتبعوهن باحسان فاذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا ان نحيد عن تلك الطريقة التى فى اتباعها باحسان رضى الله تعالى عمن سلكها واتبعها0

الثانى:ان عائشة ام الممنين وعبد الله بن مسعود رضى الله عنها وناهيك بهما علما وفقها وبصيرة فى دين الله ونصحا لعباد الله اخيرا بان رسول الله صلى الله عليه وسلم لو راى من النساء ما راياه لمنعهن من المساجد وهذا فى زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم الى حد يقتضى منعهن من المساجد. فكيف بزماننا هذا بعد نحو اربعة عشر قرنا وقد اتسع الامر وقل لحياء وضعف الدين فى قلوب كثير من الناس0
وعائشة وابن مسعود رضى الله عنهما فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من ان كل امر يترتب عليه محذور فهو محظور0

:الدليل الرابع

ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة) فقالت ام سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : ( يرخينه شبرا)قالت: اذن تنكشف اقدامهن. قال : (يرخين ذراعا ولا يزدن عليه) ففى هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المراة وانه امر معلوم عند نساء الصحابة رضى الله عنهم والقدم اقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب. فالتنبيه بالادنى تنبيه على ما فوقه وما هو اولى منه بالحكم وحكمة الشرع تابى ان يجب ستر ما هو اقل فتنة ويرخص فى كشف ما هو اعظم منه فتنة. فان هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه0

:الدليل الخامس
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اذا كان لاحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدى فلتحتجب منه) رواه الخمسة الا لسانى وصححه الترمذى. وجه الدلالة من هذا الحديث انه يقتضى ان كشف السيدة وجهها لعبدها جائز ما دام فى ملكها فاذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لانه صار اجنبيا فدل على وجوب احتجاب المراة عن الرجل الاجنبى0

:الدليل السادس
عن عائشة رضى الله عنها قالت : ( كان الركبان يمرون ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا حاذونا سدلت. احدانا جلبابها على وجهها من راسها. فاذا جاوزونا كشفناه) رواه احمد وابو داود وابن ماجه. فقى قولها ( فاذا حاذونا) تعنى الركبان( سدلت احدانا جلبابها على وجهه) دليل على وجوب ستر الوجه لان المشروع فى الاحرام كشفه فلولا وجود مانع قولا من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا حتى امام الركبان. وبيان ذلك ان كشف الوجه فى الاحرام واجب على النساء عند الاكثر من اهل العلم والواجب لا يعارضه الا ما هو واجب فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الاجانب ما ساغ ترك الواجب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الاحرام وقد ثبت فى الصحيحين وغيرهما ان المراة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين0
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وهذا مما يدل على ان النقاب والقفلزين كانا معروفين فى النساء اللاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وايديهن.فهذه ستة ادلة من السنة على وجوب احتجاب المراة وتغطية وجهها عن الرجال الاجانب اضف اليها ادلة القران الاربعة تكن عشرة ادلة من الكتاب والسنة0
jhgjtyu

موضوع: رد: رسالة الحجاب الأحد يونيو 15, 2008 3:52 am

ثالثا: ادلة القياس

الدليل الحادى عشر
الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذى جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو اقرار المصالح ووسائلها والحث عليها وانكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها . فكل ما كانت مصلحته خالصه او راجحة على مفسدته فهو مامور به امر ايجاب او امر استحباب.وكل ما كانت مفسدته خالصة او راجعة على مصلحة فهو نهى تحريم او نهى تنزيه . واذا تاملنا السفور وكشف المراة وجهها للرجال الاجانب وجدناه يشتمل مفاسد كثيرة وان قدر فيه مصلحة فهى يسيرة منغمرة فى جانب المفاسد . فمن مفاسده:
1- الفتنة فان المراة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن. وهذا من اكبر دواعى الشر والفساد0
2- زوال الحياء عن المراة الذى هو من الايمان ومن مقتضيات فطرتها . فقد كانت المراة مضرب المثل فى الحياء . احيى من العذراء فى خدرها وزوال الحياء عن المراة نقص فى ايمانها وخروج عن الفطرة التى خلقت عليها0
3- افتتان الرجال بهالا سيما اذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة فى كثير من السافرات وقد قبل(نظرة فسلام فكلام فموعد فلقاء).
والشيطان يجرى من ابن ادم مجرى الدم . فكم من كلام وضحك وفرح اوجب تعلق قلب الرجل بالمراة وقلب المراة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسال الله السلامة0
4- اختلاط النساء بالرجالفان المراة اذا رات نفسها مساوية للرجل فى كشف للرجل فى كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياءولا خجل من مزاحمة وفى ذلك فتنة كبيرة وفسادعريض (وقد خرج النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال فى الطريق فقال النبى صلى الله عليه وسلم استاخرن فانه ليس لكن ان تحتضن الطري. عليكن بحافات الطريق ). فكانت المراة تلصق بالجدار حتى ان ثوبها ليتعلق به من لصوقها . رواه ابن كثيرعند تفسير قوله تعالى : وقل( للمؤمنات يغضضن من ابصارهن)0

وقد نص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله على وجوب احتجاب المراة عن الرجال الاجانب فقال فى الفتاوى المطبوعة اخيرا ص 110 ج2من الفقه و22من المجموع (وحقيقة الامران الله جعل زينتين زينة ظاهرة وزينة غير ظاهرة ويجوز لها ابداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذاوت المحارم وكانوا قبل ان تنزل اية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها وكان اذ ذاك يجوز لها اظهاره. ثم قال : والجلباب هو الملاءم وهو الذى يسميه ابن مسعود وغيره الرداء وسائر بدنها ثم قال فاذا كن بالجلبات لئلا يعرفن وهو ستر الوجه او سترالوجه بالنقاب كان الوجه واليدان من الزينة التى امرت ان لا تظهرها اللاجانب فما بقى يحل للاجانب النظر الى الثياب الظاهرة فابن مسعود ذكر اخر الامرين وابن عباس ذكر اول الامرين الى ان قال :وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها ان تبدى ذلك للاجانب على اصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدى الا الثياب0
واما كلام الشافعية فقالوا ( ان كان النظر لشهوة او خيفت الفتنة به فحرام قطعا بلا خلاف وان النظر بلاشهوة ولا خوف فتنة ففيه قولان حاكما فى شرح الاقناع لهم وقال (الصحيح يحرم كما فى المنهاج كاصله ووجهه الامام باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه وبان النظر مظنة الفتنة ومحرك للشهوة) . وفى نيل الاوطار شرح المنتقى ( ذكر اتفاق المسلمين على منع النساء ان يخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساق0

THRTYUTY

رابعا: ادلة المبيحين لكشف الوجه

:ولا اعلم لمن اجاز نظرالوجه والكفين من الاجنبية دليلا من الكتاب والسنة سوى ما ياتى
الاول:حيث قال ابن عباس رضى الله عنهما فى عنهما هى وجهها وكفاها والخاتم. قال الاعمش عن سعيد بن جبير عنه. وتفسير الصحابى حجة كما تقدم0
الثانى: ما رواه ابو داود فى سننه عن عائشة رضى الله عنها عن عائشة رضى الله عنها ان اسماء بنت ابى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فاعرض عنها وقال : يا اسماء ان المراة واذا بلغت سن المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا وهذا واشار الى وجهه وكفيه0
الثالث: ما راوه البخارى وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما ان اخاه كان رديفا للنبى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع فجاءت امراة من خثعم فجعل الفضل ينظر اليها وتنظر اليه فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل الى الشق الاخر ففى هذا دليل على ان هذه المراة كاشفة وجهها0
الرابع: ما اخرجه البخارى وغيره من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه فى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى اتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال:(يا معشر النساء تصدقن فانكن اكثر حطب جهنم فقامت امراة من سطة النساء سعفاء الخدين...)الحديث ولو لا ان وجهها مكشوف ما عرف انها سعفاء الخدين0

هذا ما اعرفه من الادلة التى يمكن ان يستدل بها على جواز كشف الوجه للاجانب من المراة0

ينحني

خامسا: الرد على هذه الادلة

:ولكن هذه الادلة لا تعارض ما سبق من ادلة وجوب ستره وذلك لوجهين

احدهما: ان ادلة وجوب ستره نافلة عن الاصل وادلة جواز كشفه مبقية على الاصل والناقل عن الاصل مقدم كما هو معروف عند الاصوليين . وذلك لان الاصل بقاء الشى على ما كان عليه.فاذا وجد الدليل الناقل عن الاصل دل ذلك على طروء الحكم على الاصل وتغيره له . ولذلك نقول ان مع الناقل زيادة علم. وهو اثبات تغيير الحكم الاصلى والمثبت مقدم على النافى. وهذا الوجه اجمالى ثابت حتى على تقدير تكافؤ الادلة ثبوتا ودلالة0
الثانى:اننا اذا تاملنا ادلة جواز كشفه وجدناها لا تكافى ادلة المنع ويتضح ذلك بالجواب عن كل واحد منها بما يلى:

1- :عن تفسير ابن عباس ثلاثة اوجه

احدهما: محتمل ان مراده اول الامرين قبل نزول اية الحجاب كما ذكره شيخ الاسلام ونقلنا كلامه انفا0
الثانى:يحتمل ان مراده الزينة التى نهى عن ابدائها كما ذكره ابن كثير فى تفسيره ويويد هذين الاحتمالين تفسيره رضى الله عنه لقوله تعالى(يا ايها النبى قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) كما سبق فى الدليل الثالث من القران0
الثالث:اذا لم نسلم ان مراده احد هذين الاحتمالين فان تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها الا اذا لم يعارضه صحابى اخر. فان عارضه صحابى اخر اخذ بما ترجعه الادله الاخرى وابن عباس رضى الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضى الله عنه حيث فسر قوله (الا ماظهر منها) بالرداء واثياب وما لا بد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحا فى تفسير يهما0

2-: وعن حديث عائشة بانه ضعيف من وجهين احدهما

الانقطاع بين عائشة وخالد بن دريك الذى رواه عنه كما اعلمه بذلك ابو داود نفسه حيث قال : خالد بن دريك لم يسمع من عائشة وكذلك اعله ابو حاتم الرازى0

الثانى :ان فى اسناده بن بشير النصرى نزيل دمشق تركه ابن مهدى وضعفه احمد احمد وابن معين وابن المدينى والنسائى وعلى هذا فالحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الاحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحجاب : وايضا فان اسما بنت ابى بكر رضى الله عنها كان لها حين هجرة النبى صلى الله عليه وسلم سبع وعشرون سنة. فهى كبيرة السن فيبعد ان تدخل على النبى صلى الله عليه وسلم فى ثياب رقاف تصف منها ما سوى الوجه والكفين والله اعلم ثم على تقدير الصحة يحمل على ما قبل الحجاب لان نصوص الحجاب ناقلة عن الاصل فتقدم عليه0

3- وعن حديث ابن عباس بانه لا دليل فيه على جوازالنظر الى الاجنبية لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يقر الفضل على ذلك بل حروف وجهه الى الشق الاخر ولذلك ذكر النووى فى شرح صحيح مسلم بان من فؤائد هذا الحديث تحريم نظر الاجنبية وقال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فى فؤلئد هذا الحديث : وفيه منع النظر الى الاجنبيات وغض البصر : قال عياض : وزعم بعضهم انه غير واجب الا عند خشية الفتنة : قال : : وعندى ان فعله صلى الله عليه وسلم اذ غطى وجه الفصل كما الرواية . فان قيل: فلماذا لم يامر النبى صلى الله عليه وسلم المراة بتغطية وجهها؟

فالجواب : ان الظاهر انها كانت محرمة والمشروع فى حقها ان لا تغطى وجهها ان لا تغطى وجهها اذا لم احد ينظر اليها من الاجانب او يقال لعل النبى صلى الله عليه وسلم امرها بعد ذلك 0
فان عدم نقل امره بذلك بذلك لا يدل على عدم النقل ليس نقلا للعدم . وروى مسلم وابو داود عن جرير بن عبد البجلى رضى الله عنه قال قال : سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال اصرف بصرك او قال فامرنى ان اصرف بصرى0

وعن حديث جابر بان لم يذكر متى كان ذلك . فاما ان تكون هذه المراة من القواعد اللاتى لا يرجعون نكاحا فكشف وجهها مباح ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها او يكون قبل نزول اية الحجاب فانها كانت فى سورة الاحزاب سنة خمس او ست من الهجرة وصلاة العيد شرعت فى السنة الثانية من الهجرة0

guyfrbhjukui